"يجول Yagoul" مشروع يهدف لإثراء المحتوى العربي على الانترنت في كافة المجالات والمواضيع من التعليم والثقافة والاعمال والسفر والسيارات وغيرها ..
كما يعمل ان يصبح واحداً من اكبر مصادر المعلومات العربية على الانترنت من أجل مساعدة الباحثين ورواد المعرفة والمستخدمين من مختلف الفئات في ايجاد المعلومة بسهولة من خلال تصنيف "يجول" هو الوصول الاسرع للمعرفة.
arwa mode
2 years ago

القاتل المشوه
لعشاق القصص المثيرة والغامضة جئنا لكم فى موقعنا المتميز صفحة بمجموعة متميزة من القصص المرعبة والتى تحتوى على الكثير من التفاصيل المثيرة والشيقة ومنها تلك القصص القاتل المشوه لنتعرف سويا على تفاصيل القصص :

كان جوزيف فاشي Joseph Vacher ضابطا في الجيش الفرنسي قبل أن يتحول لأحد أوائل القتلة المتسلسلين في العالم. وما ميز فاشر لم يكن أسلوبه الذي يعتمد على ذبح ضحاياه والتنكيل بهم فحسب وإنما ظهوره بعد سنوات قليلة من نهاية جرائم جاك "سفاح لندن". لكأنه خليفته بفرنسا غير أن التلميذ تفوق على معلمه هذه المرة من حيث عدد الضحايا الذين بلغوا 11 من فتيات وصبيان على حد السواء. فتعرض جميعهم إلى الإغتصاب و الذبح. وكان أغلبهم من رعاة الأغنام البسطاء الذين قادهم حضهم العاثر للوقوع بين يدي سفاحٍ "سيكوباتي" لم يرحمهم أبدا.

فمن هو جوزيف فاشي؟ وما هو السبب الذي قاده إلى مصير مظلم تحت المقصلة؟

طفولة بائسة

ولد جوزيف فاشي في عائلة كثيرة العدد تعتمد بشكل كلي على الفلاحة. كان له خمسة عشر أخ وأخت كما كان له أيضا شقيق توأم يدعى إيجان مات وهو بعمر الثمانية أشهر. يقال أنه مات مختنقا بقطعة خبز وضعها له أحد أخوته. ترعرع وكبر في جو يطغى عليه طابع الخرافات والجهل فلم يتلقى جوزيف الكثير من التعليم. كما تأثر وهو صغير بنوبات الهلوسة التي طبعت شخصية والدته ماري روز. فكان يعنف أخوته الصغار وحتى من هم أكبر منه سنا. ولم يسلم زملاؤه في الدراسة من بطشه ولا حتى الحيوانات التي كان يتفنن في تعذيبها. كان طفلا عنيفا شديد الغضب بدأ مشواره الإجرامي وهو بعمر الرابعة عشرة بعد موت والدته وإلتحاقه بالعمل.

في 18 من يونيو سنة 1884 وجدت جثة طفل يدعى جوزيف أميو لم يتجاوز العاشرة وقد وقد وقع الإعتداء عليه بالفاحشة ثم القتل داخل مستودع في مدينة إيزير. هذه الجريمة تلتها ثلاث جرائم أخرى وقعت بنفس الطريقة. غير أن أحدا لم يشك أبدا بجوزيف فاشي. حتى أن هذه القضايا لم يتم فتحها إلا بعد سنوات طويلة من وقوعها.

بعمر السادسة عشرة إنضم لمدرسة الأخوين ماريست الكاثوليكية التي كانت ترعى الأطفال فاقدي السند. وقضى سنتين هناك قبل أن يتم طرده لقيامه بأمور لا أخلاقية وشاذة بحق بعض الأطفال الموجودين. بعد ذلك عاد إلى قريته بوفور Beaufort ليعمل في الزراعة بعض الوقت قبل أن يتهم بمحاولة الإعتداء على حارس ضيعة عمره 12 عاما. حينها فر إلى مدينة غرونوبل للبحث على شقيقته أوليمب حيث وجدها تعمل بائعة هوى على أرصفة بيوت الدعارة.

عمل جوزيف ساقي بأحد حانات غرونوبل وأقام الكثير من العلاقات مع بائعات الهوى قبل أن يصاب بعدوى جنسية . أقام بعدها في المستشفى حيث خضع لعملية جراحية إنتهت بقطع جزء من جهازه التناسلي.

لم تكن فترة إنضمامه للجيش ممتعة أيضا فقد تعرض للكثير من المضايقات والإذلال ممن هم أقدم منه. كما كان عنيفا و غريب الأطوار. يعاني من إضطرابات نفسية كما وصفه رؤسائه في العمل. تدعم هذا الوصف على إثر محاولته الإنتحار عن طريق ذبح نفسه بعد أن شعر بعدم الإنصاف في العمل.

حب قاتل

بعد مدة قصيرة من ذلك تعرف جوزيف على فتاة وقع في غرامها بشدة كانت تدعى لويز باران وكانت تعمل في مطعم بمدينة بيزنسون. حتى أنه قصد عائلتها لخطبتها. غير أن لويز لم تقاسم جوزيف نفس المشاعر. بل رفضته منذ البداية و أخبرته عن حبها لغيره. لكن جوزيف لم يتقبل هذا الرفض أبدا. بل قرر الإنتقام من لويز التي أطلق عليها ثلاث طلقات من بندقيته قبل أن يقرر الإنتحار بدوره. لكن كلتا المحاولتين بائتا بالفشل فالرصاصة التي أطلقها على نفسه إستقرت قرب عنقه ومزقت عصب السمع كما شوهت الجزء الأيمن من وجهه و اثرت على عينه اليمنى. أما لويز فقد جرحت بشدة وتعرضت لإصابات بليغة.

وعكس ما كان متوقعا فجوزيف لم يدخل السجن بل أعتبر غير مسؤول عن أفعاله. وشخص مرضه بالهلوسة والبارانويا أو الشعور بالتهديد من الآخر. وتم وضعه في مصح نفسي لستة أشهر متتالية بعد أن تم إعفاؤه من العمل. ليغادر المصح وهو معافى كليا كما صرح بذلك طبيبه السيد ديفور.

بعد أن غادر المصح توجه إلى مدينة غرونوبل لكن قبل أن يصل مر بقرية تدعى بوروبار وكان ذلك في التاسع عشر من مايو سنة 1894 حيث شهدت هذه القرية أولى جرائم جوزيف فاشي و التي إعترف بإرتكابها. إذ قتل بهذا التاريخ أوجين ديلوم شابة في الحادية والعشرين ربيعا. تلى ذلك العديد من الجرائم التي إرتكبها إبان رحلاته و تنقلاته المستمرة إذ كان يسير على قدميه أكثر من أربعين ميلا في اليوم. يعمل بعض الوقت بالضيعات التي تعترضه هنا وهناك ثم يواصل طريقه. الأمر الذي جعل من الصعب القبض عليه.

لكن الشك بدأ يحوم حوله بعد العثور على جثة فيكتور برتالي وهو طفل في الخامسة عشرة من عمره كان يعمل راعيا للأغنام. أفاد الكثير من شهود العيان وجود شخص غريب في نفس مكان وزمان وقوع الجريمة ذو ندوب وتشوهات حول عينه اليمنى. يحمل عصا وجرابا من القماش حول خصره. لكن إيجاد هذا الشخص لم يكن بالأمر الهين آنذاك.

كان أسلوب فاشي في القتل هو نفسه كل مرة فقد كان يختار ضحاياه من الرعاة الوحيدين في الغابات والجبال. بعد أن يعتدي على الضحية يخنقها بقوة قبل أن يذبحها بموس الحلاقة الذي يحمله معه دائما. ثم يشرع في تشريح الجثة فيقطع المناطق الحميمة للضحية سواء كانت ذكرا أو أنثى ثم يعنف الجثة بشدة قبل أن يعتدي عليها من جديد. كان منظر الجثث مفزعا ورهيبا لكل من يراها. لكن الأمر لم يكن ذاته بالنسبة لجوزيف فقد بدا وكأن التمثيل بالجثث يزيده متعة ونشوة.

بداية النهاية

لكن لا يمكن لأحد أن يستمر في جرائمه دون أن يرتكب خطئا قد يكون قاتلا أحيانا. ففي أحد المرات وكما تعود جوزيف دائما أن يفعل, حاول أن يعتدي على عاملة في ضيعة فلاحية تدعى السيدة بلانتي. أراد أن يختلي بها في منطقة بعيدة عن الأعين .لكن هذه الأخيرة أطلقت عقيرتها بالصياح, ليهب زوجها رفقة شخصين آخرين لنجدتها. ثم قبضوا على جوزيف فاشي وقدموه للعدالة. كان الحكم الذي ناله في البداية لا يتجاوز الثلاثة أشهر لكن المحقق الذي تناول القضية إيميل فوركي عاد إلى قضية الطفل فيكتور برتالي وقضايا أخرى حملت توقيع المجرم نفسه ثم قارن ملامح فاشي بالشهادات السابقة ليتم تحويله إلى سجن بالي في أبريل سنة 1897 ويستمر البحث معه قبل أن يعترف بثمانية جرائم مما إرتكب.

لكن نظرا لحالته العقلية غير المستقرة, عينت المحكمة ثلاث أطباء نفسانيين للإطلاع على حالة فاشي العقلية ثم تقديم تقرير إلى المحكمة. لكن التقارير لم تكن متناغمة مع بعضها البعض, إذ أن كل طبيب قدم تقريرا متناقضا مع الآخر. ففيما إعتبره الدكتور بوزوني غير مسؤول عن أفعاله نظرا لتأثر ذهنه من الرصاص الذي أطلقه على رأسه, رأى الدكتور ألكسندر لكازاني عكس ذلك و أكد على مسؤوليته التامه عن أفعاله وإعترافاته.

وبعد جدال طويل في المحاكم حول الحالة العقلية للمتهم, تم أخيرا الحكم على جوزيف فاشي ذو التاسعة والعشرين عاما في 28 من أكتوبر عام 1898 بالإعدام عن طريق المقصلة ونفذ الحكم في رأس السنة على الساعة السابعة صباحا الجلاد لويس ديبلي. كان آخر حكم نفذه قبل أن يتقاعد. ورغم المطر وبرودة الطقس حضر أكثر من ألفي شخص وكانت آخر الكلمات التي قالها فاشي كالآتي إذ تساءل بسخرية " هل تعتقدون أنكم بقتلي ستطهرون فرنسا من ذنوبها ؟ فرنسا مذنبة و ظالمة جدا."

في النهاية طويت صفحة أخرى لقاتل أثار الكثير من الجدل وأسال الكثير من الحبر. حتى أن بعض الباحثين النفسانيين حديثا تناولوه بالدراسة في محاولة لفهم دوافعه الخفية لمثل هذه الوحشية. لكنه و برغم السادية والعنف اللذان ميزا جرائمه, بقي عصيا عن الفهم. هل كان وحشا أم هو مجنونا ؟. آخر صورة ألتقطت له كان فيها حاملا مفاتيحا في يده إعتبرها جوزيف فاشي مفاتيح الجنة التي ستجمعه بأبويه يوما ما.