"يجول Yagoul" مشروع يهدف لإثراء المحتوى العربي على الانترنت في كافة المجالات والمواضيع من التعليم والثقافة والاعمال والسفر والسيارات وغيرها ..
كما يعمل ان يصبح واحداً من اكبر مصادر المعلومات العربية على الانترنت من أجل مساعدة الباحثين ورواد المعرفة والمستخدمين من مختلف الفئات في ايجاد المعلومة بسهولة من خلال تصنيف "يجول" هو الوصول الاسرع للمعرفة.
arwa mode
a year ago

الجاسوس الاسرائيلى عزام عزام الجزء الأول
الجاسوس الاسرائيلى عزام عزام الجزء الأول حيث دائما مصالح الدول تتشابك فيما بينها مما يحتاج معها الى تجنيد جواسيس فى الدول الاخرى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب الدول المخترقة ولذلك نجد ان الجاسوسية منتشرة بين جميع الدول منذ فجر التاريخ نجد الكثير من القصص التى اكتشفت وما خفيا كان أعظم بالطبع ومن قصص الجاسوسية قصة الجاسوس الاسرائيلى عزام عزام الجزء الأول :

عزام متعب عزام .. درزي ولد عام ١٩٦٣ لأسرة من عرب ٤٨ الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية لم يكمل تعليمه الجامعي التحق بالمدرسة الصناعية ليصبح ميكانيكي سيارات ثم عمل في الصيانة بفندق طابا أثناء إنشائه و قضى فترة تجنيده في الجيش الاسرائيلي ثلاث سنوات و بعد خروجه افتتح بمساعدة مالية من والده محل جزارة و تزوج و هو في الثانية و العشرين من عمره و بعد أن فشل في محل الجزارة اقترح عليه شقيقه وفا عزام أن يعمل معه في مهنته "النسيج" و أن يدرس هندسة النسيج و بعد ذلك التحق بشقيقه في شركة "تيفرون" لإنتاج الملابس الداخلية الحريمي، وبعد شهور تم الحاقه كمندوب بجهاز "الشين بيت" وهو الأمن الداخلي الاسرائيلي وبعدها بعام انضم إلى جهاز "الموساد" وهو الاستخبارات الخارجية بهدف الاستعانة به في اصطياد عملاء عرب.

البدايه :

كانت البدايه عندما استطاع الإيقاع بالشاب المصري عماد عبدالحميد اسماعيل الذي كان قد سافر إلى الأردن و منها إلى اسرائيل بحثا عن فرصة عمل و كانت وسيلة الايقاع فتاتين تابعتين للموساد و هما زهرة يوسف جريس و منى شواهنه حيث وعدتاه بمكافأة مالية شهرية ألف دولار مقابل معلومات عن عدد المصانع بمدينتي العاشر من رمضان و ٦ اكتوبر و حجم العمالة بهما و متوسط أجور العاملين و ما يتم انتاجه بتلك المصانع و الدول التي تشتري ذلك الإنتاج و سبب بيع شركات القطاع العام وقتها و من يشتريها و أحوال المصريين العاملين بالأردن و كيفية دخول المصريين لبنان و أسماء الدول الأجنبية التي تقدم معونات لمصر و رأي المصريين في الانتخابات الاسرائيلية في ذلك الوقت و الإجراءات الأمنية التي تتخذ ضد المصريين الذين يسافرون إلى اسرائيل.

و تم تزويد عماد بواسطة عزام بقطع من الملابس الداخلية النسائية "بوديهات" المشبعة بالحبر السري بمعرفة الموساد لاستخدامها في ارسال المعلومات من مصر.

في يوم ٢٠ مارس ١٩٩٦ و هو اليوم السابق لمغادرة عماد من اسرائيل إلى مصر دفعت العميلة زهرة يوسف جريس إلى مقابلته تحت إشراف من عزام بشخص يدعى ميكي باغوشا و الذي ثبت من تحريات الاستخبارات المصرية أنه من عناصر الموساد و اسمه الحقيقي هو ميخائيل بيراكوا اسرائيلي الجنسية و أفهم عزام عماد أن ميكي هو صاحب الشركة التي سيعمل بها.

و في اليوم التالي جاء عماد إلى مصر و قام باستخلاص مادة الحبر السري كما دربه عزام من قطعتين من قطع الملابس النسائية الأربع التي كان قد سلمها له، واهداهما عماد إلى ابنة صديق له لكنها لم تستعملهما أو تغسلهما و قد ثبت بعد ذلك في تقرير لهيئة الأمن القومي المصري أن هاتين القطعتين تحتويان على أثار لمادة الحبر السري و أن القطعتين الأخريين اللتين كانتا في حوزة عماد تحتويان على نفس المادة.

و في مرحلة تالية تم دفع منى شواهنه عميلة الموساد الثانية إلى طريق عماد عبدالحميد حيث أتصلت به هاتفيا من اسرائيل و أخبرته أنها ستحضر إلى القاهرة في ٢٦ ابريل عام ١٩٩٦ وبصحبتها فتاة تدعى شادية و شخص يدعى عدنان قدمته له على أنه شريك ميكي رجل الموساد في المصنع الذي تعمل به و رافقهم الشاب المصري في جولاتهم في مدينتي القاهرة والأسكندرية حتى غادروا مصر في الثالث من مايو ١٩٩٦.

خطط عزام عزام لمقابلة عماد خارج مصر لاتخاذ الاجراءات الرسمية لضمه إلى جهاز الموساد وإدخاله اسرائيل عن طريق الأردن و كلفت زهرة بذلك حيث اتصلت بعماد هاتفيا من اسرائيل يوم ١٤ مايو من نفس العام و طلبت منه السفر إلى الأردن لمقابلتها في فندق "حياة عمان" طالبة منه السفر عبر ميناء نويبع البحري المصري و هناك تبين لرجال أمن الميناء أن جواز سفره يحمل تأشيرة دخول اسرائيل من قبل فحذروه من مغبة أن يدخل اسرائيل مرة أخرى عن طريق الأردن و أنه لن يترك لو قام بذلك.

وصل عمان يوم ١٩ مايو و وجد عميلة الموساد زهرة في إنتظاره في فندق آخر اسمه " قصر تراس" و أبلغها بتحذير السلطات المصرية له و في يوم ٢٥ مايو رتبت له لقاء مع ضابط الموساد ماهر نمر الذي اصطحبه إلى فندق "فيلادلفيا" بعمان و أفهمه بان المخابرات الاسرائيلية سوف تحميه أينما يكون و أن المخابرات المصرية لن تعرف عنه شيئا، و لن تصل إلى تكنولوجيا اسرائيل المتطورة كما طلب منه التوجه إلى مبنى مباحث أمن الدولة المصرية وتقديم الشكر للضابط الذي كان قد نصحه عند التحقيق معه بعدم الزواج من اسرائيلية و طلب منه أيضا دعم علاقاته مع الأجهزة الأمنية المصرية.

ثم أملى عليه الإقرار التالي: " أقر انا عماد عبدالحميد المصري الجنسية و بكامل إرادتي أنني أرغب في الدخول و الإقامة بدولة اسرائيل و أنني على أتم الإستعداد للتعاون مع جهاز المخابرات الاسرائيلية نظير ما يقدم لي من خدمات إرساء للحرية وإحتراما للديمقراطية و أني على كامل الاستعداد للتضحية بكل ما أملك من وسيلة". و أعطاه ٣٠٠ دولار ثم جعله يوقع على بياض و دربه على كيفية قياس الرأي العام و المشاكل في المجتمع و الأزمات والنظر والتركيز والحفظ بالذاكرة دون تسجيل.
وبتكليف من عزام دربته زهرة لمدة يومين على كيفية إرسال المعلومات عن طريق الكتاب المقدس بطريقة حسابية يتم فيها جمع العبارات بأشكال مختلفة، ثم سافرت زهرة إلى اسرائيل و عادت مرة أخرى إلى الأردن بصحبة العميلة الأخرى منى والتي نقلت له تأكيد عزام على سرية عمله مع الموساد و أعادت عليه تأكيدات ضابط الموساد ماهر نمر بأن أجهزة الأمن في مصر لن تعرف عنه شيئا و أخبرته بأنه سوف يتعلم العبرية ويدرس الكمبيوتر وأحدث أجهزة الاستقبال والارسال في مجال العمل السري المخابراتي بمعرفة كل من ميكي وعزام مسئولي التدريب في الموساد و أنه سوف يتقاضى مبلغ ألف دولار شهريا مقابل هذا التعاون.

بعد عودة عماد إلى مصر توالت اتصالات زهرة به خلال وجوده في بلدته و فى إحدى المكالمات عرض عليها أن يتقدم إلى السفارة الاسرائيلية للحصول على تأشيرة دخول لاسرائيل بحجة أنه كان يتدرب هناك في أحد مصانع النسيج فحذرته من ذلك تجنبا للوقوع في المشاكل مع الجهات الأمنية المصرية و طلبت منه السفر أما لدولة المجر أو رومانيا، فقام بشراء تذاكر سفر إلى العاصمة المجرية "بودابست" وحجز للسفر يوم ١٢ نوفمبر ١٩٩٦ على الخطوط المصرية، وحجز بالتلكس بأحد الفنادق بهذه المدينة في المدة من ذلك التاريخ وحتى ١٧ نوفمبر.

وإمعانا في تضليل الأجهزة الأمنية المصرية وبتخطيط من عزام توجه الشاب المصري إلى مبنى هيئة الأمن القومي "المخابرات المصرية" في ١٩ نوفمبر وأختلق قصة مفادها أنه سافر إلى اسرائيل في ٢٤ فبراير وتعرف هناك على إمرأتين اسرائيليتين وطارداه هاتفيا في محل سكنه، وأنه سيسافر إلى بودابست ويخشى أن يتعرض لمضايقاتهما. وأراد عزام أن يضلل الأجهزة الأمنية بهذه الخدعة و تظاهرت الأجهزة المصرية بتصديقها لكنها أدركت أنها أصبحت على بعد خطوات من صيد ثمين و أن هذا الصيد دخل مصر متنكرا في شخصية فني إصلاح ماكينات خياطة و تجول في معظم مصانع حي شبرا الخيمة وكذلك مدينة اكتوبر ومدينة العاشر من رمضان وأقام إقامة مستقرة لمدة ٥ شهور متصلة.

لم يكن هذا الصيد أقل من رتبة ضابط موساد و هو عزام متعب عزام الذي تم الدفع به إلى مصر لتكوين و تأمين عمل شبكة تجسس على المنشآت الصناعية الحيوية على نطاق عال من السرية، و أن عمله كفني إصلاح كفيل بإبعاد أعين رجال الأمن عنه.

كان عزام يتردد على شقيقه وفا المقيم في فندق البارون بمصر الجديدة من وقت لآخر، لكنه أقام إقامة دائمة في الغرفة رقم ١١٢ بفندق السلام بمصر الجديدة.

وفي الوقت المناسب رأت الجهات الأمنية المصرية أنه لابد من الدخول على الخط لكبح جماح ما تم نسجه من هذه الشبكة العنكبوتية الجاسوسية فصدر أمر نيابة أمن الدولة بالقبض على عزام عزام و عماد اسماعيل ومني شواهنه و زهرة جريس (الأخيرتان هاربتان)

بعد تحقيقات ثلاثة شهور وجهت لهم النيابة الاتهامات التالية:
* قام عماد عبدالحميد اسماعيل بالتخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية للاضرار بالمصالح القومية للبلاد، وتسلم بواسطة عزام ملابس داخلية نسائية تحتوي على مواد تستعمل في التراسل السري.

**عزام اشترك بطريق المساعدة مع المتهم الأول في إرتكاب جريمة التخابر بأن سلم الملابس التي تحوي المواد اللازمة للتراسل السري مع المخابرات الاسرائيلية فتمت تلك الجريمة بناء على هذه المساعده .
القضية رقم ٩٦/١٥٧٤ جنايات أمن دولة

فى النهاية نتمنى ان تكون القصة نالت على اعجابكم والى لقاء متجدد مع المزيد من القصص المثيرة والممتعة