"يجول Yagoul" مشروع يهدف لإثراء المحتوى العربي على الانترنت في كافة المجالات والمواضيع من التعليم والثقافة والاعمال والسفر والسيارات وغيرها ..
كما يعمل ان يصبح واحداً من اكبر مصادر المعلومات العربية على الانترنت من أجل مساعدة الباحثين ورواد المعرفة والمستخدمين من مختلف الفئات في ايجاد المعلومة بسهولة من خلال تصنيف "يجول" هو الوصول الاسرع للمعرفة.
فرحة ودمعة
a year ago

لماذا تحب المرأه المرآه
ان جميع السيدات فى الدنيا يحبون الوقوف امام المرآه لمدة طويلة مما ينعكس بالسلب على ازواجهم واولادهم واخواتهم ولكن هذا امر طبيعى فى سيكولوجية المرأه التى تحب ذلك وكذلك ان انواع المرآه تختلف بأختلاف مكونات زجاجها فلنتعرف سويا على لماذا تحب المرأه المرآه:
تُتهم النساء دوما من قبل الرجال بأنهن السبب في تأخيرهم عن المواعيد المهمة، ويأكدون اتهامهم بشرح كيف تبالغ المرأة في زينتها، وتضيع الكثير من الوقت في الاستعداد للخروج، بينما يقف الزوج أو الأب أو الأخ في انتظارها، وهو لا يعرف لماذا لم تستعدّ مبكرا، وما الذي يدفعها إلى العودة لغرفتها بعدما تصل إلى باب البيت، ولأن الكثير من الرجال لا يحاولون بصدق فهم نسائهم فهم يجهلون السبب الحقيقي وراء تأخرهن.



فالسبب ليس في التزيّن المبالغ فيه، ولا في الانصراف في استخدام أدوات الماكياج الموجودة، فالكثير من النساء تضع القليل من هذه المساحيق، وهناك عدد ليس بالهين منهن لا يستخدمن هذه المساحيق على الإطلاق عند خروجهن، فلماذا يتأخرن هنّ أيضا؟



المشكلة في المرآة!!

إن الأزمة لا تكمن في كمية المساحيق ولا ألوانها، ولكنها تدور حول نظرتها في المرآة؛ فهي تحاول أن ترى نفسها في أجمل صورة، وتجلس أمام المرآة الخاصة بها في غرفتها لتجهز نفسها، وأحيانا ترى نفسها في هذه المرآة جميلة، فتحمد الله وتزفّ الخبر السعيد للرجل المكتوب عليه الخروج معها سواء أكان زوجا أو أبا أو أخا كما قلنا من قبل، فيحمد الله هو بدوره على أنه حان وقت الخروج من المنزل، ويتمنى أن يتم الله نعمته ويلحقا بموعدهما، ولكن..



كما يقول المثل تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فمجرد خروج المرأة إلى الصالة ومرورها على مرآة أخرى موجودة في طريقها تقف لترى نفسها من جديد، ثم ترفع يدها لتعدل من حجابها، أو تمسح رتوشا غير موجودة من الأصل تحت عينيها، وتهمّ أنت بالوقوف وأنت تعتقد واهما بأنها حركة عفوية لا تقدّم ولا تؤخّر.



وسرعان ما يتضح لك بأنك واهم أيها الصديق فقد طالت وقفتها، وقبل أن تنطق معترضا على تلكؤها، تسبقك هي بقولها: “لحظة واحدة”..



بالطبع لا تجد فرصة للاستفسار؛ لأنها تركتك وتوجّهت إلى حجرة الأم إذا كانت آنسة، أو إلى حجرة الأبناء إذا كانت أما، وجلست من جديد أمام المرآة لتضبط وتعدل، وربما غيرت كل ما هو موجود.



وبعد أن يقتلك الملل، وتضطر إلى مهاتفة الأشخاص الذين ينتظرونكما في مكان ما، معتذرا بأي حجة واهية عن التأخير تجدها تخرج قائلة في ضجر:

وهل هذا وقت حديث في الهواتف، الناس ينتظروننا!!



العودة إلى مرآة أخرى

فتضع الهاتف في جيبك وأنت تتمتم أو تبرطم بكلمات مبهمة وتفتح الباب وتضع قدما خارجه، وقبل أن تنقل القدم الأخرى تفاجأ بها تتسمر أمام الباب مشدوهة، فتفزع لهول منظرها وتعود بقدمك مرة أخرى لترى ما الذي يفزعها في خلفية الباب، ولكنك لا تجد سوى صورتها المنعكسة على المرآة!



وبما أنك رأيت هذه الصورة وأصلها كثيرا ولم تعد تفزع لرؤيتها من جديد، فأنت تستعجب من ردّ فعلها، وكالعادة تسبق هي تساؤلاتك وتجري عائدة إلى الداخل، وهذه المرة لتقف أمام مرآة الحمّام!



وبالطبع لن أحكي عن ردّ فعلك في هذه الحالة؛ حفاظا على الذوق العام للقراء!



المشكلة عند هذه المرأة أنها تريد أن تشعر أنها في أفضل صورة وحال، وكانت تبحث عن مرآة تثبت لها ذلك، وبما أن صورتنا تختلف بعض الشيء من مرآة إلى أخرى، طبقا لنوع زجاجها، وحجمها، وكمية الإضاءة، فمن الطبيعي أن تبحث دائما عن مرآة ترى فيها أفضل ما عندها.



مرآة من لحم ودم

ونحن لا نختلف كثيرا عن هذه الفتاة، فكلنا نودّ أن نرى أنفسنا على أفضل وجه، وهذه الرؤية لا تقتصر فقط عند حدود الشكل والمظهر، بل تتعداه إلى حدود الأفعال والكلمات والشخصية برمّتها، لذلك فلن تفيدنا تلك المرآة الزجاجية المعلقة على الحائط.

نحن نبحث دوما عن مرآة من لحم ودم وعقل، نرى فيها أفضل ما نملك..

مرآة تخبرنا بأننا أشخاص طيبون، فاعلون، ناجحون.

مرآة تتجاوز عن أخطائنا ومساوئنا.

مرآة تدفعنا إلى الأمام وتشعرنا بأننا قادرون على إنجاز المزيد.

تلك المرآة التي أتحدث عنها يا سادة، هي الصديق..

ذلك الخِلّ الذي أرى فيه نفسي، وأستمتع من خلاله بنجاحي وتفوقي.

نحن نحتاج في كل الأحوال إلى هذا الشخص صاحب المواصفات السابقة حتى لو أنكرنا ذلك، وقلنا إننا لا يهمّنا رأي الآخرين، وبأننا أقوياء بمفردنا، وبأننا، وبأننا…..

فالحقيقة المؤكدة أنه لا نجاح دون أن يعترف به الآخرون…

فلا قيمة لشاعر يرى نفسه أنه موهوب، وقد يكون كذلك بالفعل ولكن لا أحد يستمع إلى شعره..

ولا متعة للاعب يحرز أجمل الأهداف ولا يصفّق له أحد..

فعلى الأقل يجب أن يسمع الشاعر في بدايته لبعض كلمات الإشادة، ولو من أصدقائه فقط، ومن غير الطبيعي أن يستمر لاعب في الإبداع دون أن يمدحه ولو حتى زملاؤه في الفريق.

فهل تملك أيها الصديق مثل هذه المرآة أو مثل هذه النوعية من الأصدقاء، أم إنك ترى نفسك دوما في مرايا مشروخة متأكلة تزيدك ضعفا على ضعف؟

فى النهاية نتمنى ان تكونوا قد استفدتم معنا فتابعونا حتى يصلكم كل جديد ومفيد وعصرى.